دراسات حالات

يتضمّن هذا القسم سلسلة دراسات لستة حالات، كل واحدة منها ترتكز على أمثلة من الواقع تم كشفها عبر البحث الذي أقيم ضمنهذا المشروع. تخدم هذه الدراسات في إبراز بعض التحديات التي ووجهت في المنطقة في ما يخص التفاعل بين حالة إنعدام الجنسية والنزوح من سوريا. تم تصميم دراسات الحالات لمساعدتكم على فهم كيف يمكن أن تبرز هذه القضايا في الواقع، من أجل تشخيصها والتفكير في الحلول المحتملة. كما يوجد أسئلة توجيهية للمساعدة في الدراسة الذاتية أو في إستخدام مجموعة من هذه الحالات في  جلسة تدريبية، مثلاً لتبادل الأفكار حول أي إستجابة يجب إعتمادها في حال ظهرت إحدى هذه الحالات في سياق إحدى البلدان المضيفة.

عامة اللاجئين

منذ عام ٢٠١١، ولد أكثر من ٣٠٠ ألف طفل في المنفى. تشكل القدر] على تسجيل ولادتهم مسألة مصيرية لأنها تقدّم إثبات حول هويتهم وصلاتهم العائلية وجنسيتهم السورية —في حال ولدوا لأب سوري. لكن توجد عوائق كثيرة قد تعيق إمكانية الوصول إلى تسجيل الولادات للعائلات اللاجئة في البلدان المضيفة. تقدّم دراسات الحالات أدناه مثالين: يحاول كل من خلود ويحيى تسجيل ولادة طفل لكنهم يواجهون بعض التحديات.

إستخدم الأسئلة التالية كدليل لتقييم المشكلة في كل من الحالتين والتفكير في الخطوات التي يجب إتخاذها: 

إستخدم الأسئلة التالية كدليل لتقييم المشكلة في كل من الحالتين والتفكير في الخطوات التي يجب إتخاذها:

  • ا هي الرسائل الأساسية المهم استنتاجها من أجل عملية تسهيل الوصول إلى تسجيل الولادة؟
  • ما هو العائق الأساسي في الوصول إلى تسجيل الولادة في هذه الحالة؟
  • هل توجد عوامل تعقيدية؟
  • من هم أصحاب الشأن الذين لهم دور في هذه الحالة؟
  • ما هي الإجراءات التي يجب إتخاذها لمعالجة المشكلة؟
  • كيف يمكن الوقاية أو التخفيف من هذه الحالات بشكل عام بين عامة اللاجئين السوريين؟

خلود

خلود لاجئة منذ العام ٢٠١٢. قامت بالتسجيل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وعلمت بحقها بالرعاية الصحية المجانية خلال فترة حملها وإنجابها، لكن حين حان موعد الولادة لم تكن متأكدة من المشفى التي يمكنها الذهاب إليه للحصول على الرعاية الصحية المجانية. في النهاية ذهبت إلى مشفى خاص حيث أنجبت صبي بكامل صحته. عندما بدأت بالتحضير لمغادرة المشفى، قامت إدارة المستشفى بتسليمها فاتورة باهظة. لم تملك خلود المبلغ المطلوب، وقيل لها أنه لا يحق لها رعاية صحية مجانية في ذلك المشفى ولن تتمكن من رؤية طفلها قبل أن تدفع المبلغ المتوجب عليها. أحست خلود أنه لا خيار لها غير أخذ طفلها والهروب من المشفى. بما أنها قامت بذلك، لم تتمكّن من الحصول على إشعار الولادة. عندما ذهبت إلى مكتب تسجيل الولادات، قيل لها أنه يجب أن تعود للمشفى للحصول على الإشعار، لكنها تعرف أنه إذا عادت سيطلب منها دفع المبلغ المتوجب عليها قبل إعطائها الإشعار. 

يحيى

لم يسجل يحيى ولادة ابنته قبل نفاد فترة السماح البالغة سنة، فقرر تزوير تاريخ الولادة ليصبح عمرها أقل من سنة. دفع يحيى لوسيط مبلغ هائل لإصدار إشعار ولادة يجعل من طفلتها أصغر بعامٍ كامل من عمرها الحقيقي. رغم ذلك، لم يتمكّن من الحصول على شهادة ولادة لأن زواجه لم يكن مسجلاً. 

اللاجئون الأكثر عرضة لخطر إنعدام الجنسية

ضمن أي مجموعة لاجئين، يوجد أشخاص هم أكثر عرضة لخطر إنعدام الجنسية نظراً لظروفهم وسياقهم الإجتماعي والسياسي والقانوني. يتطلب ضمان عدم وقوعهم في حالة إنعدام الجنسية إجراءات وقاية مفصلة حسب حالاتهم. دراستا حالتا فخرية ونور مثالان عن ما يسمّى الأنماط الأكثر عرضة لخطر إنعدام الجنسية.

إستخدم الأسئلة التالية كدليل لتقييم المشكلة في كل من الحالتين والتفكير في الخطوات التي يجب إتخاذها

  • ما هي الرسائل الأساسية المهم استنتاجها في البحث عن سبل تخفيف خطر إنعدام الجنسية في حالات كهذه؟
  • ما الذي يزيد من خطر إنعدام الجنسية في كل من هذه الحالتين؟
  • هل توجد عوامل تعقيدية؟
  • من هم أصحاب الشأن الذين لهم دور في هذه الحالة؟
  • ما هي الإجراءات التي يجب إتخاذها لمعالجة الوضع؟
  • كيف يمكن الوقاية أو التخفيف من هذه الحالات بين عامة اللاجئين السوريين؟

فخرية

عندما تسأل فخرية إبنها البكر، والذي يبلغ من العمر الآن ٤ سنوات، من أين هو؟ يبتسم ويقول «درعا». هو لم يزور درعا من قبل، إذ أنه ولد لاجئاً في بلد مجاور، لكنه يظن أن والده السوري موجود هناك وأنه سيعود ليربى هناك. فخرية أم لثلاث أولاد وتعيش في شقة صغيرة كلاجئة في المدينة، وهي قلقة لأسباب عدة في ما يخص أطفالها. هم نزحوا وإبتعدوا عن كل ما يعرفونه ويواجهون العديد من المشاكل التي تواجهها العائلات النازحة بشكل عام. لكن بالإضافة إلى تلك التحديات، أولاد فخرية ليسوا مسجلي في أي مكانن ولا يملكون أوراق ثبوتية، كما أن ليس لديها أدنى فكرة عن مكان وجود والدهم. هي قلقة أن أولادها سيبقون من دون تسجيل أو أية أوراق ثبوتية. كما أنها تقلق أنها لن تتمكّن من إثبات أن أولادها مواطنين سوريين. 

نور

كانت درعا تشكل المركز الرئيسي لعملية التسجيل المدني في القطاع الذي تغطيه، لكن في نفس الوقت ومنذ بداية الصراع، كانت درعا ساحة قتال مشتعلة. بالنسبة لنور، كان يجب تسجيل زواجها عام ٢٠١٢ في درعا. كانت تعيش نور على مقربة من المدينة لكنها، نظراً للصراع، لم تتمكن من الوصول إلى مكتب السجل المدني لطلب بطاقة عائلية جديدة أو أي وثيقة أخرى. لهذا السبب، لم يتم تسجيل زواجها في أي مكان. بقي زوجها في سوريا في حين أنها نزحت منذ أشهر قليلة. نور حامل حالياً.

اللاجئون عديمو الجنسية

بعض اللاجئين عديمو الجنسية أساساً. قد يكون عدم حيازتهم الجنسية سبب نزوحهم، أو، كما يحصل في حالات العنف المعمم والنزاع، قد يكون أن مجموعات عديمي الجنسية نزحت مثلها مثل غير مجموعات (أو كان لديها إستعداد أكبر للنزوح نظراً لوضعهم وإنعدام البدائل في البلد). في سياق الإستجابة الإقليمية لأزمة اللاجئين السوريين، من المهم المعرفة عن وجود حالات إنعدام جنسية في سوريا منذ ما قبل الصراع. تشكل حالتا خالد ولميا أمثلة عن وضع اللاجئين عديمي الجنسية النازحين من سوريا.

إستخدم الأسئلة التالية كدليل لتقييم المشكلة في كل من الحالتين والتفكير في الخطوات التي يجب إتخاذها: 

  • ماأهمية الإهتمام لكون اللاجئ أيضاً عديم الجنسية؟
  • ما هي أنماط اللاجئين عديمي الجنسية في هذه الحالات؟
  • ما هي المشاكل التي يواجهها اللاجئون والتي يلعب فيها إنعدام جنسيتهم دوراً في كلا الحالتين؟
  • من هم أصحاب الشأن الذين لهم دور في هذه الحالة؟
  • ما هي الإجراءات التي يجب إتخاذها لمعالجة المشكلة؟
  • كيف يمكن تحديد ومعالجة هذه الحالات هيكلياً بين عامة اللاجئين السوريين؟

خالد

خالد كردي عديم الجنسية يعيش حالياً في مخيم لاجئين ولم يسجّل في سوريا، تماماً كحالة والده. عندما ولد إبن خالد في المنفى، لم يحاول حتى تسجيله لأنه إفترض أن العائلة لا تملك الوثائق المطلوبة للدخول في نظام السجل المدني. تمكّن من الحصول على إشعار ولادة من السلطة الصحية كونهم مسجلين كلاجئين مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ولذلك تمكنت الأم من الإنجاب في مشفى عام. لكنه لم يحاول إتخاذ الخطوات التالية في عملية التسجيل كون بعض جيرانه الذين يوجدون في نفس الموقع لم يتمكنوا من تسجيل أطفالهم. يملك خالد وثيقة تعريف لكن قيل له أن السلطات لا تعترف بها. ولد إبن خالد عام ٢٠١٤، ما يعني أن فترة السماح لتسجيل الطفل قد إنقضت.

لميا

تعيش لميا في مخيم فلسطيني في بلد مجاور لسوريا. لميا ليست مسجلة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ولا البلد المضيف. شاهدت لميا، منذ بضعة أشهر، كيف تم إبعاد جارتها إلى الحدود السورية عندما حاولت الحصول على وظيفة في العاصمة، وحصل ذلك لكونها فلسطينية. بعث ذلك الخوف في لميا وجعلها تتفادى الذهاب إلى أي منظمة أو سلطة حكومية. زوج لميا، والذي يواجه نفس الوضع، مطلوب من الحكومة السورية (لأنهم يعتبرونه مرتبط بقوى المعارضة). همّها الأكبر هو ضمان بقاء العائلة في الأردن. أكبر بنات لميا مخطوبة وستتزوج قريباً.