معالجة إنعدام الجنسية في السياق السوري

إندلعت حرب أهلية في سوريا عام ٢٠١١. منذ ذلك الحين وحتى اليوم قُتل مئات الآلاف من المدنيين ووقعت مساحات كبيرة من البلاد تحت سيطرة فصائل مسلحة غير حكومية. تسبّب ذلك بكارثة إنسانية ضخمة ضمن الحدود السورية وخارجها. وصل عدد اللاجئين المسجلين في البلاد المجاورة إلى ٤،٨ مليون بينما نزح أكثر من مليون لاجئ نحو أوروبا.

يحمل الأكثرية الساحقة من هؤلاء اللاجئين الجنسية السورية ولا يواجهون خطر إنعدام الجنسية. إضافةً إلى ذلك، يرث الأطفال المولودون في الخارج الحق في الجنسية السورية تلقائياً وفق آلية القانون وذلك إذا كان الأب سوريّ الجنسية. لكن حالياً هنالك جزء صغير من عديمي الجنسية بين اللاجئين (أي أنهم لا يعتبروا من مواطني أي دولة وفق آلياتها القانونية).  كما يواجه آخرون، لا سيما الأطفال المولودون في المنفى، خطر إنعدام الجنسية  نظراً لآلية تطبيق قانون الجنسية السوري والصعوبات التي يواجهونها في توثيق صلتهم بسوريا وحقهم في حمل الجنسية السورية. 

يدفع إنعدام الجنسية نحو إنعدام الأمان وإنعدام العدالة، خاصةً في حالات الصراع والنزوح. من المهم على الفاعلين في المجال الإنساني أن يفهموا تحديات حماية حقوق اللاجئين السوريين في الجنسية وتأمين حماية فاعلة لعديمي الجنسية بين اللاجئين. لا تكمن أهمية ذلك في الإستجابة لوضع اللاجئين الحالي فحسب بل تمتد لمعالجة المشاكل التي قد تظهر في إيجاد حلول دائمة للّاجئين النازحين من سوريا بما فيها العودة الطوعية إلى سوريا عندما تسمح ظروف البلاد بذلك.

يقدم هذا القسم من عدة العمل ملخص من وحي تقرير البحث المعنون «فهم إنعدام الجنسية في سياق اللجوء السوري» للقضايا التي تؤثر على ثلاثة مجموعات من اللاجئين النازحين من سوريا: ١) أفراد من عامة اللاجئين النازحين من سوريا يواجهون صعوبات في الحصول على وثائق مدنية؛ ٢) الأفراد الأكثر عرضة لإنعدام الجنسية من جراء النزوح؛ ٣) والأفراد اللاجئين وعديمي الجنسية في آنٍ واحد. كما يوفر هذا القسم نظرة عامة حول أصحاب الشأن الذين يلعبون دوراً في تحديد ومعالجة (مخاطر) إنعدام الجنسية بين اللاجئين من سوريا، يتبعها مجموعة من أدوات وتقنيات التوعية، ونقاش حول رسائل المناصرة ونقاط الحديث المهمة في هذا الموضوع، وعدد من أمثلة دراسات الحالات المرتبطة بالمنطقة.

للإطّلاع على المزيد من المعلومات حول هذه القضايا، يمكن تحميل التقرير الكامل للبحث.