مجموعات عديمي الجنسية في سوريا

مجموعات عديمي الجنسية في سوريا

 

ليس إنعدام الجنسية مشكلة حديثة في سوريا. يوجد أشخاص عديمي الجنسية في سوريا منذ ما قبل الأزمة الحالية نظراً لثغرات في تطبيق قانون الجنسية أو في حالات فردية من خسارة الجنسية أو إسقاطها. تقدّر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن في نهاية العام ٢٠١٥ كان يوجد في سوريا ما يقارب الـ١٦٠ ألف شخص من عديمي الجنسية. لكن هذا الرقم لا يشمل الفلسطينيين الموجودين في البلد (وهم يقدرون بنصف مليون نسمة). ينظر هذا القسم في فئات عديمي الجنسية في سوريا:

عديمو الجنسية الأكراد (أجانب ومكتومو القيد

  العدد: لا توجد بيانات دقيقة تبيّن عدد عديمي الجنسية الأكراد الذين كانوا يعيشون في سوريا قبل الصراع، لكن التقديرات تتراوح بين ١٦٠ ألف شخص و٣٠٠ ألف شخص .

 سبب إنعدام الجنسية: يعود وجود مجموعة عديمي الجنسية أكراد في سوريا إلى إحصاء الحسكة عام ١٩٦٢. طلب ذلك الإحصاء الحكومي من سكان منطقة الحسكة الشمالية تسجيل نفوسهم وتقديم إثباتات عن وجودهم في المنطقة من العشرينات من القرن العشرين. نتيجة الإحصاء، تم تقسيم الأكراد الذين يسكنون المنطقة إلى ثلاث فئات

    • الذين أتموا شروط التسجيل وأبقوا الجنسية.
    • الذين حاولوا التسجيل لكنهم لم يستوفوا شروط التسجيل فخسروا الجنسية. أعطيت هذه الفئة تسمية أجانب ومنحوا إذن إقامة كأجانب.
    • الذين لم يحاولوا التسجيل فأُزيلوا من السجلات الرسمية السورية. تعرف هذه الفئة  بمكتومي القيد الأكراد.

     ينتقل هذا الوضع بالوراثة فيرث المنحدرين من أكراد أجانب ومكتومي القيد إنعدام الجنسية من أسلافهم. يشكل عديمي الجنسية أقلية بين أكراد سوريا، وكانوا قبل الصراع يقومون بمظاهرات تدعو للإعتراف بحقهم في الجنسية

كيف كان وضعهم بالنسبة لحقوق الإنسان في سوريا: نظراً للتمييز الدائم الذين يعانون منه، يواجه عديمي الجنسية الأكراد نسبة أعلى من الفقر من المعدل السوري. كما أن هناك تقارير عن مشاكل يواجهها مكتومو القيد الأكراد في الحصول على التعليم ما يؤدي إلى مستويات متدنية بشكل بارز من التحصيل العلمي بينهم.

معلومات إضافية: أعطى تبني المرسوم رقم ٤٩ في العام ٢٠١١ الآلاف من عديمي الجنسية الأكراد فرصة الحصول على الجنسية. وفقاً لأرقام المفوضية العليا للّاجئين، حصل ١٠٤ ألف شخص من عديمي الجنسية على الجنسية السورية منذ صدور المرسوم وحتى منتصف عام ٢٠١٣. غير أن الصراع الحالي عقّد عملية طلب الجنسية وبالتالي صعّب إمكانية رصد تأثير المرسوم على أعداد عديمي الجنسية الأكراد في سوريا. كما أنه لا توجد أرقام واضحة حول أعداد عديمي الجنسية الأكراد الذين لجأوا إلى بلاد أخرى نتيجة الصراع القائم. 

لاجئون فلسطينيون من سوريا 

العدد: قبل الصراع كان هنالك ما يزيد عن نصف مليون فلسطيني مسجلين لدى الأونروا في سوريا، وهي وكالة الأمم المتحدة الموكلة تقديم المساعدة والحماية للّاجئين الفلسطينيين. كما كان يوجد أعداد أخرى من الفلسطينيين غير المسجلين لدى الأونروا أو لا يستوفون شروط التسجيل مع الوكالة. لذلك لم يكن يوجد رقم دقيق لعدد الفلسطينيين في سوريا. 

سبب إنعدام الجنسية: نزح الكثير من الفلسطينيين إلى سوريا منذ عام ١٩٤٨. يستثنى الفلسطينيين من حق التجنّس في سوريا (بالرغم من طول مدة سكنهم في البلد)، وذلك وفق بروتوكول الدار البيضاء لحماية حق العودة إلى فلسطين.

 كيف كان وضعهم بالنسبة لحقوق الإنسان في سوريا: بشكل عام كان يحظى الفلسطينيون بالعديد من الحقوق مثل الحق بالتعليم والتغطية الصحية والتوظيف وإستملاك الأعمال والتنقل الحر ضمن الأراضي السورية. لا يحق للّاجئين الفلسطينيين التصويت في الإنتخابات أو الترشح للإنتخابات وتوجد قيود حول عدد الممتلكات والأراضي الزراعية الذي يمكنهم شرائها. يحصل الفلسطينيون على وثائقهم الخاصة مثل بطاقة الهوية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين ووثيقة السفر للفلسطينيين التي تمنحها سوريا كبديل لجواز السفر الوطني من دون الإشارة إلى حمل الجنسية للفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا بشكل دائم. نزح عدد من الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في سوريا بشكل دائم إلى الدول المجاورة وما أبعد من ذلك نتيجة الصراع القائم.

 معلومات إضافية: يستدعي الفلسطينيون الذين لا يحملون هوية إهتماماً خاصاً. يقع ضمن هذه الفئة الفلسطينيون غير المسجلين لدى الأونروا أو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أو لدى السلطات المحلية حيث يعيشون. رغم أن أرقامهم مجهولة غير أنه تم توثيق حالات وجود فلسطينيين من دون هوية بين النازحين في البلدان المجاورة.

حالات فردية من إنعدام الجنسية 

العدد: مجهول، لكن يقدّر بأنه قليل نسبياً. 

تتضمن هذه الحالات الفردية:

  • أطفال لآباء أجانب أو عديمي الجنسية، أو أطفال مجهولي الأب. نظراً للتمييز على أساس الجنس في قانون الجنسية السوري الذي لا يسمح للأطفال الحصول على الجنسية من الأم السورية، فقد يعاني الأطفال من إنعدام الجنسية إذا ما لم يحصلوا على جنسية الأب.
  • الدوم - وهم مجتمع غجري متواجد في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويعتقد أن لديهم جذور مشتركة مع غجر أوروبا. توجد مجموعة صغيرة من الدوم، من الذين سكنوا في الأراضي السورية لكن غالباً إجتازوا الحدود إلى الدول المجاورة، لم تحصل يوما على الجنسية السورية ولا حتى تم تسجيلهم.
  • معارضون سياسيون نظر إليهم على أنهم ضد نظام البعث في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وتم على إثره إسقاط الجنسية عنهم بطريقة إستنسابية. يقدر بأنه تم إسقاط الجنسية عن ٢٧ ألف شخص في تلك الفترة وقد يكونوا عديمي الجنسية.